يواصل فيلم “الحصاد” حصاد الجوائز في مهرجانات السينما العربية والعالمية رغم عدم البدء في عمليات تصويره حتى الآن.
ونال الفيلم مؤخراً جائزة الغصن الذهبي عن أفضل منشور فيسبوك عن فيلم ما زال في مرحلة الفكرة الأولية وأفضل ممثل لدور لم تتم تأديته في مهرجان “خان” العالمي الذي تستضيفه سنوياً مدينة خان في جنوب آسيا.Continue reading →
لم تُثر مالينا خيالات رجال الحي خلال الحرب وغياب حبيبها المقاتل، اختارت هي الأخرى التطوع في قوات الحرس الجمهوري. حملت بندقيتها على كتفها وذهبت لترابط على حدود جوبر. عبر منظار القناصة شاهدت توأمها المحجبة، أردتها برصاصة وبدأت البحث عن ضحية جديدة.
2-
جلس جاك بجانب روز منذ البداية، ففي البلم لا درجات تفصل بين الركاب أو بين العشاق، كان من المستحيل على البطلة أن تقف في مقدمة البلم أمام بطلها وتغمض عينيها متخيلة نفسها تحلق عالياً، فهذا قد يخل بتوازن المركب كما أنه يثير حفيظة المهرب والركاب الآخرين. ورغم أن القارب لم يصطدم بجبل جليدي إلا أنه بدأ بالغرق، حاول جاك ما بوسعه السباحة، لكن مصيره كان قاع المياه قبل وصول مراكب خفر السواحل الإيطالي. كذلك كان مصير روز فلم يحتفظ أحد بالعقد ولم يبق من يروي الحكاية.
3-
فجأةً، بدأ فوريست غامب الركض في اليونان، وصل إلى صربيا، اعتقد الجميع أنه سيتوقف. تابع جريه إلى مقدونيا. اهتمت الصحافة العالمية بهذا الرجل الذي يركض. هو لم يكترث لشيء، كان يركض ويركض ويركض، واصل ماراثونه مرورا بهنغاريا، جرى بمحاذاة شريط شائك طويل، وعندما شاهد بعض العدائين يجتازونه اجتازه معهم إلى النمسا، عبر بلاد موزارت وصولاً إلى ألمانيا. وكما انطلق فجأةً توقف فجأةً وتقدم بطلب لجوء بهدف الاستقرار هناك.Continue reading →
الشريك، حبيباً أو حبيبة، صديقاً أو صديقة، زوجاً أو زوجة، يلجأ إليك دائماً عندما يستعصي عليه استيعاب مشهد ما أو جملة مرت خلال مشاهدتكما معاً لفيلم سينمائي، سواء كنتما تشاهدانه في صالة السينما محاطين بمشاهدين غرباء أو جالسين لوحدكما على كنبة عريضة في المنزل بمواجهة شاشة إل سي دي. فيما يلي نماذج لأسئلة وحالات قد تتعرض لها خلال مشاهدتك فيلماً، وابتغاء للاختصار نرمز للشريك بالحرف ش، ولك بالحرف أ الذي يعني أنت بفتح التاء أو كسرها.
* هدوء مطبق يسود صالة السينما، إذا ما رميت قد رميت دبوساً ستسمع رنته ولكن الله رمى، العيون جميعها تحدق في الشاشة وسط ترقب شديد. على الشاشة يقف البطل إلى جانب البطلة قرب مذبح كنيسة مزينة بالبوالين، وأمامهما قس يقرأ شيئاً من كتاب يبدو مقدس، البطل يرتدي بذلة أنيقة سوداء وربطة عنق فيما البطلة آثرت فستاناً أبيض. مقاعد الكنيسة الأخرى ممتلئة عن بكرة أبيها بمعازيم أنيقين يتصنعون السعادة.
ش (بطبقة الصوت المعتادة وكأنكما تمشيان في شارع مزدحم): لم أفهم، هل هذا يعني أنهما يتزوجان.
أ (هامساً بصوت كالفحيح): ماذا ترين بأم عينك يا عمري.
ش (بالطبقة نفسها): فقط أردت التأكد.
* تقبض عصابة الأشرار على صديق البطل بعد كمين محكم، يتعرض صديق البطل لحفلة تعذيب تنتهي بإطلاق عدة رصاصات عليه، ومن ثم يحضر زعيم العصابة ليشاهد بنفسه عملية قطع رأسه بسيف ساموراي مشحوذ عند حداد سوري شاطر، فتح ورشة في ألمانيا وأصبح حديث الإعلام الألماني.
“متل ما انا خايف عليها أكيد في كثيرين خايفين عليها ورح يحاربوا مشانها، وعندي أمل بهالأشخاص مع إنون قليلين كتير”، بهذه الجمل التي تمزج الخوف من المستقبل والأمل الكبير به، يختم الجندي المنشق عن الجيش السوري أحمد الإبراهيم كلامه، أمام كاميرا المخرج الشاب عروة مقداد في فيلم “تحت سماء حلب” الذي بثته قناة “العربية” على شاشتها مؤخراً.
في فيلمه الوثائقي الثاني، عقب “بعدنا طيبين”، اختار مقداد (28 عاماً) حلب مرة أخرى مسرحاً لتصوير أحداث يغيب معظمها عن وسائل الإعلام العربية والعالمية، ولنقل جوانب إنسانية، قلما تجد طريقها إلى الشاشات الصغيرة منها والفضية.
يصور لنا مقداد على مدى 26 دقيقة تقريباً، ثلاث شخصيات رئيسية، تتنقل بينها كاميرا المخرج بالتناوب، وهم صلاح العلي الطالب في كلية الهندسة المعمارية في سنته قبل الأخيرة والمقاتل في لواء التوحيد، أحد أبرز القوى العسكرية المناهضة للنظام السوري في حلب، وأحمد الإبراهيم المنشق عن جيش النظام السوري والمنضم لاحقا إلى لواء التوحيد، ورأفت الرفاعي وهو إعلامي مستقل.
يجيب أبطال الفيلم الثلاثة عن أسئلة متلاحقة يطرحها عليهم المخرج عن الثورة والعسكرة والطائفية ومستقبل البلاد، لكن كاميرا المخرج الشاب تنقل أيضا جانبا إنسانياً آخر لشخصيات فيلمه بمعزل عن الثورة. نراهم يعدون طعاماً متواضعاً ويتناولونه، ينشغلون بعملهم اليومي، أو يتبادلون مع أصدقاء حديثاً عن ذكريات الطفولة، ويجيبون على أسئلة عن الأنثى والحب.
بالإضافة إلى هؤلاء، يتبادل المخرج أطراف حديث قصير مع مقاتل لا نرى وجهه، ويكتفي مقداد ب”كلوز آب” على فوهة بندقيته وبزته العسكرية، كونهما موضوع الحديث، في حل إخراجي ذكي ولافت.
تهتز كاميرا مقداد أحياناً، كواقع المدينة المتأرجح، فالموت قد يأتي في أي لحظة، وتحديدا من السماء. صودف أن سقطت قذيفة على طابق علوي في البناء الذي كانت تتم فيه عملية التصوير، والصورة تتكلم: الشظايا في كل مكان والغبار يغطي كل شي، فيما ينقل مشهد آخر مليء بالقسوة، حالة الهلع والفوضى بعيد قصف من الطيران الحربي، والجرحى الذين يتم نقلهم إلى مستشفى ميداني في سيارة نقل مدنية بغياب الحد الأدنى من الشروط الصحية المطلوبة في هكذا حالات.
لكن حضور الأنثى في الفيلم يقتصر على أسئلة عن غيابها، لم نشاهد المرأة السورية في فيلم مقداد، سواء تعمد الأخير ذلك أم لم يتعمد. لم نسمعها تتحدث هي أيضاً عن آمالها وآلامها، وعن رؤيتها ودورها في سوريا المستقبل، ألا تعيش المرأة السورية تحت سماء حلب أيضاً؟
العمل الذي صوره مخرجه في آذار/مارس الماضي وتكفل شخصياً بإنتاجه وبعمليات المونتاج، ومن دون الحصول على أي تمويل قبل أن تشتريه العربية، يبدو مشغولاً بأناة أهدأ من الكثير من الأفلام الوثائقية المسلوقة التي أنتجت خلال الثورة السورية، والتي ارتبطت، في كثير من الأحيان، بحاجة الجهات المنتجة إلى أعمال سريعة بغية العرض والتسويق أو لضمان دوران عجلة التمويل مجدداً.
أنهى مقداد فيلمه الثالث الذي يحمل عنواناً مبدئياً هو “على الطريق” ويتناول مجموعة من الشباب السوريين الذين يعزفون الموسيقى في شوارع العاصمة اللبنانية بيروت، بينما بدأ يحضر لفيلم جديد عن الاحتكاك السوري الدائم بالموت.