برامج جندرية لرأب الفجوة العددية بين الاستشهاديين/ات

دابق البديلة

Capture

تتلمس أم سلمة نقابها بين لحظة وأخرى، تضع بندقيتها الكلاشينكوف جانباً، ثم تتابع مع زميلاتها باهتمام شرح المدربة على اللوح لكيفية تفجير الحزام الناسف في حال تم الاشتباه بانكشاف أمرهن أو في حال حان موعد العملية.

أم سلمة (32 عاماً) هي جزء من المتدربات في برنامج “جنًة بالتساوي” الذي أطلقته منظمة “ISHEIS” أو I SHE IS الناشطة في مجال الجندر وحقوق المرأة سعياً لرفع معدل مشاركة المرأة في دولة الإسلام في العمليات التفجيرية. وبحسب بحث أجرته المنظمة فإن نسبة المنفذات للعمليات الاستشهادية في الدولة بالنسبة للرجال هي 1/9، وهي الفجوة التي يسعى هذا البرنامج مع برامج أخرى إلى ردمها أو تقليصها على الأقل.

تقول أم سلمة إنها تريد أن تثبت أن المرأة الداعشية لا تقل شجاعة واحترافية عن الرجل الداعشي، موضحة أنها “لولا هذا البرنامج التدريبي لما انتبهت للمسألة من أساسها”، وهو ما تذهب إليه زميلتها كاترين المهاجرة، المقاتلة البلجيكية الأصل. تغضب كاترين بشدة حين نسألها عن بلجيكا، وترد: “أنا مواطنة في دولة الإسلام، بلجيكا لا تعني شيئاً بالنسبة لي إلا في حال قررت أن أنتقل من هناك إلى الجنة” في إشارة منها إلى المكان الذي قد تقوم بتفجير نفسها فيه يوماً ما.

برنامج “جنة بالتساوي” والذي يركز نشاطه في مدينة الموصل جذب لغاية الآن أكثر من 1800 متدربة، إلا أنه ليس الوحيد. إذ أطلق الاتحاد العام للأخوات المجاهدات، التابع تنظيمياً لدولة الإسلام برنامجاً مماثلاً في مدينة الرقة تحت عنوان “تاء التفجير المربوطة”، لكنه لم ينجح باستقطاب عدد مماثل. ترى الحقوقية المختصة بشؤون المرأة لينا الرجعات أن تفوق برنامج “جنة بالتساوي” يعود إلى مرونة منظمة “ISHEIS” بالمقارنة مع التكلس والجمود الذي تعاني منه مؤسسات الدولة. لكنها تعود لتشيد بكلا البرنامجين “الذين يشكلان إسهاماً مهماً في تحقيق المساواة وردم كل أنواع الفجوات بين الجنسين” وفق تعبيرها.

لكن أصواتاً نسوية أخرى لم تبد موافقتها على البرنامجين، فالناشطة رزام حيفاوي ترى أن الفصل بين برامج النساء والرجال التفجيرية يكرس التعامل مع النساء ككتلة مجتمعية منفصلة ومصمتة. توضح حيفاوي في حديثها لدابق البديلة أن “الحل يكمن في برامج مشتركة يتم خلالها رفع عدد المشاركات مقابل عدد المشاركين والبرامج من هذا النوع تعمق المشكلة بدلاً من أن تحلها”. أما الباحثة إنانا موسى فتعتقد أن هذا الحل جزئي، مشيرة إلى رغبتها برؤية حلول “خلّاقة” قادرة على مخاطبة المشكلة دون تكريسها.

لا تكترث أم سلمة كثيراً بالفارق بين البرنامجين، وفي هذا تقول بينما هي تداعب حزاماً بلاستيكياً مزيفاً تضعه على خصرها لشؤون التدريب “سواء كان اسم البرنامج تاء التأنيث الساكنة أو تاء التفجير المربوطة، المهم أن أفجر نفسي وأقتل أكبر عدد ممكن من الرجال”.

——

للاطلاع على النسخة الأصلية من المقال اضغط هنا

2 thoughts on “برامج جندرية لرأب الفجوة العددية بين الاستشهاديين/ات

  1. قريت بالفترة الأخيرة كتير من المواد تبعولك،متل ما بتعرف نحنا(يمكن السوررين أو العرب أوممكن كل الدنيا هيك)ما . منعرف نمدح بعض ،بس ذم تحت اسم نقد أدبي أو أي اسم ، وبعد هيك ببلش نتف الريش ، كنت مبسوط أثناء قراءة معظم المواد اللي الك، أنا ما بدي انتف ريش بس بما انو صرت متابع لنكاشة كوم، وصلتني مادة برامج الجندرة ،عالايميل ،تبع دابق البديل لا تقلي مو سمعان فيها ،بغض النظر عن المضمون، ما حبيتا وحسيتا متكلفة ، مو من عوايدك معلم ،سامحني عالجفاصة .

Leave a comment